آخر التعليقات

الخميس، 11 يونيو 2015

التبري فخر العبادات المحمدية

التبري فخر العبادات المحمدية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم الى قيام يوم الدينيقدم التبري على التولي وهذا محل اتفاق جميع العلماء , لذلك فانك في كلمة التوحيد تقدم التبري على التولي فتقول لااله ثم تقول الا الله , وقد وردت روايات كثيرة في التبري , ففي البحار ج27 عن البزنطي قال : كتب إلى الرضا عليه السلام : قال أبوجعفر عليه السلام : من سره أن لا يكون بينه وبين الله حجاب حتى ينظر إلى الله وينظر الله إليه فليتول آل محمد ويبرأ من عدوهم ويأتم بالامام منهم ، فانه إذا كان كذلك نظر الله إليه ونظر إلى الله . وهنا يكون معنى نظر العبد هو المعرفة ونظر الله بمعنى الرحمة , فانك أيها الشيعي تنال رحمة الله باظهارك البراءة من أعداء آل بيت نبيه صلوات الله وسلامه عليهم , عن الصادق عليه السلام قال : حب أوليآء الله واجب ، والولاية لهم واجبة ، والبراءة من أعدائهم واجبة ومن الذين ظلموا آل محمد صلى الله عليهم وهتكوا حجابه وأخذوا من فاطمة عليها السلام فدك ومنعوها ميراثها وغصبوها وزوجها حقوقهما وهموا باحراق بيتها وأسسوا الظلم وغيروا سنة رسول الله صلى الله عليه وآله ، والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين واجبة ، والبراءة من الانصاب والازلام أئمة الضلال وقادة الجور كلهم أولهم وآخرهم واجبة ، والبراءة من أشقى الاولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود قاتل أمير المؤمنين عليه السلام واجبة ، والبراءة من جميع قتلة أهل البيت عليهم السلام واجبة .والولاية للمؤمنين الذين لم يغيروا ولم يبدلوا بعد نبيهم صلى الله عليه وآله واجبة ، مثل سلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري والمقداد بن الاسود الكندي وعمار بن ياسر و جابر بن عبدالله الانصاري وحذيفة بن اليمان وأبي الهيثم بن التيهان وسهل بن حنيف وأبي أيوب الانصاري وعبدالله بن الصلت وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين وأبي سعيد الخدري ومن نحا نحوهم وفعل مثل فعلهم والولاية لاتباعهم والمقتدر بهم وبهداهم واجبة . لذلك فاحذر أيها الشيعي من أن تجلس مع بعض أصحاب التنازلات وان كانوا يلبسون لباس رجال الدين ان كان من الذين يقدم التنازلات ويترضى على أعداء أهل البيت عليهم السلام وقتلتهم , عن هشام بن سالم عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال : من جالس لنا عائبا أو مدح لنا قاليا أو واصل لنا قاطعا أو قطع لنا واصلا أو والى لنا عدوا أو عادى لنا وليا فقد كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم . فالبراءة من أعداء الله من أهم العبادات التي ينبغي علينا العمل على احيائها , عن الفضيل عن أبي جعفر عليه السلام قال : عشر من لقي الله عزوجل بهن دخل الجنة : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، والاقرار بما جآء من عند الله عزوجل وإقام الصلاة و إيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والولاية لاوليآء الله والبرآءة من أعداء الله واجتناب كل مسكر . فامتحن قلبك أيها الشيعي ان كنت تلعن اعداء أهل البيت أو كان في قلبك ميلا لأعداء أهل البيت , عن حبيش بن المعتمر قال : دخلت على أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام فقلت : السلام عليك ياأمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته كيف أمسيت قال : أمسيت محبا لمحبنا ومبغضا لمبغضنا ، وأمسى محبنا مغتبطا برحمة من الله كان ينتظرها وأمسى عدونا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار ، فكأن ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم وكأن أبواب الرحمة قد فتحت لاهلها ، فهنيئا لاهل الرحمة رحمتهم ، والتعس لاهل النار والنار لهم .ياحبيش من سره أن يعلم أمحب لنا أم مبغض فليمتحن قلبه ، فكان كان يحب وليا لنا فليس بمبغض لنا ، وإن كان يبغض وليا لنا فليس بمحب لنا ، إن الله تعالى أخذ الميثاق لمحبينا بمودتنا وكتب في الذكر اسم مبغضنا ، نحن النجباء وأفراطنا أفراط الانبياء . وتشير رواياتنا أن من فوائد التبري غفران الذنوب , عن الحسين بن مصعب قال : سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام يقول : من أحبنا لله وأحب محبنا لا لغرض دنيا يصيبها منه وعادى عدونا لا لاجنة كانت بينه وبينه ثم جاء يوم القيامة وعليه من الذنوب مثل رمل عالج وزبد البحر غفر الله تعالى له . ولاتنال ولاية أهل البيت عليهم السلام الا بالتبري من أعداء الله فاياك ثم اياك ثم اياك أن تدعي ولايتهم وتخلطها بولاية الظالمين لهم والجاحدين , قال رسول الله صلى الله عليه وآله لبعض أصحابه ذات يوم : ياعبدالله أحب في الله وأبغض في الله ووال في الله وعاد في الله فإنه لاتنال ولاية الله إلا بذلك ، ولا يجد رجل طعم الايمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك ، وقد صارت مواخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا عليها يتوادون وعليها يتباغضون ، وذلك لايغني عنهم من الله شيئا .فقال له : وكيف لي أن أعلم أني قد واليت وعاديت في الله عزوجل ؟ ومن ولي الله عزوجل حتى اواليه ؟ ومن عدوه حتى اعاديه ؟ فأشار له رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام فقال : أترى هذا ؟ فقال : بلى ، قال : ولي هذا ولي الله فواله ، وعدو هذا عدو الله فعاده ، قال : وال ولي هذا ولو أنه قاتل أبيك وولدك ، وعاد عدو هذا ولو أنه أبوك أو ولدك . ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من سره أن يجمع الله له الخير كله فليوال عليا بعدي وليوال أولياءه وليعاد أعداءه . وعليك أيها الشيعي أن تقرأ كتب المثالب وتعلم أبناءك هذا فاننا مع شديد الأسف في زمان صار الناس يهتمون بمظاهر الدنيا وزخرفها ولا يعرفون ماضيهم وتراثهم وهذا هو مخطط الإستعمار والصهاينة وأعداء اهل البيت أن يجعلونك عبدا للدنيا فتلهث وراء أخبار السياسة والموضة والدنيا وتنسى أن لك أعداء من أولياء الشيطان والجبت والطاغوت , عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : من لم يعرف سوء مااتي إلينا من ظلمنا وذهاب حقنا وما ركبنا به فهو شريك من أتى إلينا فيما ولينا به . فإذا كنت تريد أن تكون مع النبي صلى الله عليه وآله في الجنة فلا تقصر في البراءة من أعداء أهل البيت , عن أبي خالد الكابلي قال : أتى نفر إلى علي بن الحسين بن علي عليه السلام فقالوا : إن بني عمنا وفدوا إلى معاوية بن أبي سفيان طلب رفده وجائزته ، وإنا قد وفدنا إليك صلة لرسول الله صلى الله عليه وآله .فقال علي بن الحسين : قصيرة من طويلة ، من أحبنا لا لدنيا يصيبها منا وعادى عدونا لا لشحناء كانت بينه وبينه أتى الله يوم القيامة مع محمد وإبراهيم وعلي . ولا تهمش أمر البراءة فانها من عرى الإيمان واليك هذه الرواية من البحار تؤكد ذلك : عن عمر بن مدرك أبي علي الطائي قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : أي عرى الايمان أوثق ؟ فقالوا : الله ورسوله أعلم ، فقال : قولوا : فقالوا : يابن رسول الله الصلاة ، فقال : إن للصلاة فضلا ، ولكن ليس بالصلاة ، قالوا : الزكاة ، قال : إن للزكاة فضلا وليس بالزكاة قالوا : صوم شهر رمضان ، فقال : إن لرمضان فضلا وليس برمضان ، قالوا : فالحج والعمرة قال : إن للحج والعمرة فضلا وليس بالحج والعمرة ، قالوا : فالجهاد في سبيل الله قال : إن للجهاد في سبيل الله فضلا وليس بالجهاد ، قالوا : فالله ورسوله أعلم .فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن أوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله وتوالي ولي الله وتعادي عدو الله . فان كنت ايها الشيعي لا تدرج التبري في اعمالك العبادية اليومية فأنصحك أن تفعل ذلك , روي أن الله أوحى إلى بعض عباد بني إسرائيل وقد دخل عليه شئ : أما عبادتك لي فقد تعززت بي ، وأما زهدك في الدنيا فقد تعجلت الراحة ، فهل واليت لي وليا أو عاديت لي عدوا ؟ ثم أمر به إلى النار ، نعوذ بالله منها . فلا تدعي محبة أهل البيت عليهم السلام أو تقول ان فلانا من أهل الخلاف يذوب حبا في آل البيت الا أنه يخلط حبهم بولاية فلان وفلان فلا محبة من دون التبري , من كتاب انس العالم للصفواني قال : إن رجلا قدم على أمير المؤمنين عليه السلام فقال : ياأمير المؤمنين إني احبك واحب فلانا ، وسمى بعض أعدائه ، فقال عليه السلام : أما الآن فأنت أعور ، فاما أن تعمي وإما أن تبصر . فاياك أن تضعف عن البراءة بل وقم بمحاولة اظهار هذه البراءة عبر الجهاد الالكتروني وعبر تعليم أصحابك وتوزيع كتب المثالب وقراءتها وتدريسها لأبنائك وبناتك وأصدقائك , وقيل للصادق عليه السلام : إن فلانا يواليكم إلا أنه يضعف عن البراءة من عدوكم ، فقال : هيهات كذب من ادعى محبتنا ولم يتبرأ من عدونا . واياك أن يدخل في قلبك حب أحد من النواصب فانهم أنجس من الكلاب , عن الربيع بن المنذر عن أبيه قال : سمعت محمد بن الحنفية يحدث عن أبيه قال : ما خلق الله عزوجل شيئا أشر من الكلب والناصب أشر منه . فاذا كان هذا حال الناصبي فكيف بحال ائمة النواصب لعنهم الله ؟ فعليك يا مؤمن أن تتعلم وتعلم أولادك أن تلعن أعداء اهل البيت على الأقل في الخلوة بينك وبين ربك كنوع من العبادة وتحاول اظهار ذلك لمن هو أهلا لذلك من أصدقائك وأهلك وتنشره , قال جعفر بن محمد الصادق عليه السلام : قوله عزوجل : " اهدنا الصراط المستقيم " يقول : أرشدنا للصراط المستقيم ، أي أرشدنا للزوم الطريق المؤدي إلى محبتك والمانع أن نتبع أهواءنا فنعطب ونأخذ بآرائنا فنهلك ، ثم قال الصادق عليه السلام : طوبى للذين هم كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " يحمل هذا العلم من كل خلف عدول ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتاويل الجاهلين " : فقال له رجل : يابن رسول الله إني عاجز ببدني عن نصرتكم ، ولست أملك إلا البراءة من أعدائكم واللعن ، فكيف حالي ؟ فقال له الصادق عليه السلام : حدثني أبي عن أبيه عن جده عن رسول الله صلوات الله عليهم أنه قال : من ضعف عن نصرتنا أهل البيت فلعن في خلواته أعداءنا بلغ الله صوته جميع الاملاك من الثرى إلى العرش ، فكلما لعن هذا الرجل أعداءنا لعنا ساعدوه ولعنوا من يلعنه ثم ثنوا فقالوا : اللهم صل على عبدك هذا الذي قد بذل ما في وسعه ، ولو قدر على أكثر منه لفعل ، فاذا النداء من قبل الله عزوجل : قد أجبت دعاءكم وسمعت نداءكم وصليت على روحه في الارواح وجعلته عندي من المصطفين الاخيار هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها

بقلم خادم مكسورة الضلع صلوات الله وسلامه عليها

أحمد مصطفى يعقوب

الكويت في1و7و2011

0 التعليقات:

إرسال تعليق