آخر التعليقات

الخميس، 11 يونيو 2015

موقف أهل البيت عليهم السلام من الحسن البصري

موقف أهل البيت عليهم السلام من الحسن البصري


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين

ورد في الزيارة الجامعة : فالراغب عنكم مارق واللازم لكم لاحق والمقصر في حقكم زاهق , وورد فيها أيضا : ومن عاداكم فقد عادى الله , وورد أيضا : من أتاكم نجا ومن لم يأتكم هلك إلى الله تدعون وعليه تدلون وبه تؤمنون وله تسلمون وبأمره تعملون وإلى سبيله ترشدون وبقوله تحكمون سعد من والاكم وهلك من عاداكم وخاب من جحدكم وضل من فارقكم , وورد أيضا : من اتبعكم فالجنة مأواه ومن خالفكم فالنار مثواه ومن جحدكم كافر ومن حاربكم مشرك ومن رد عليكم في أسفل درك من الجحيم ।

ومن هذا المنطلق نقرأ نصوص أهل البيت عليهم السلام حول الحسن البصري الذي يعتبره أهل الخلاف من كبار التابعين لبغضه عليا عليه السلام ونيته في قتال أمير المؤمنين ع , فيذكر المجلسي في البحار باب أحوال الحسن البصري : عن ابن عباس قال : مر أميرالمؤمنين عليه السلام بالحسن البصري وهو يتوضأ ، فقال : يا حسن أسبغ الوضوء ، فقال : يا أميرالمؤمنين لقد قتلت بالامس اناسا يشهدون أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، يصلون الخمس ويبغون الوضوء ، فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام : قد كان ما رأيت فما منعك أن تعين علينا عدونا ؟ فقال : والله لاصدقنك يا أميرالمؤمنين ، لقد خرجت في أول يوم فاغتسلت وتحنطت وصببت علي سلاحي ، وأنا لا أشك في أن التخلف عن ام المؤمنين عائشة هو الكفر ، فلما انتهيت إلى موضع من الخريبة نادى مناد : يا حسن إلى أين ؟ ارجع فإن القاتل والمقتول في النار ، فرجعت زعرا وجلست في بيتي فلما كان اليوم الثاني لم أشك أن التخلف عن ام المؤمنين عائشة هو الكفر ، فتحنطت وصببت علي سلاحي وخرجت إلى القتال حتى انتهيت إلى موضع من الخريبة فناداني مناد من خلفي : يا حسن إلى أين ؟ مرة بعد اخرى ، فإن القاتل والمقتول في النار ، قال علي عليه السلام : صدقت أفتدري من ذلك المنادي ؟ قال : لا ، قال عليه السلام : ذاك أخوك إبليس وصدقك ، إن القاتل منهم والمقتول في النار ، فقال الحسن البصري : الآن عرفت يا أميرالمؤمنين أن القوم هلكى ,

فهل سمع الحسن البصري بقوله ص : أنا سلم لمن سالمكم حرب لمن حاربكم ؟ وقد لقبه أمير المؤمنين ع بسامري هذه الأمة , فيذكر المجلسي : عن أبي يحيى الواسطي قال : لما افتتح أميرالمؤمنين عليه السلام البصرة اجتمع الناس عليه وفيهم الحسن البصري ومعه الالواح ، فكان كلما لفظ أميرالمؤمنين عليه السلام بكلمة كتبها ، فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام بأعلى صوته : ما تصنع ؟ قال نكتب آثاركم لنحدث بها بعدكم ، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : أما إن لكل قوم سامريا وهذا سامري هذه الامة إلا أنه لايقول : " لا مساس " ولكنه يقول : لا قتال

وقد كانت أم المؤمنين السيدة الجليلة المحبة لأهل البيت عليهم السلام أم سلمة تحذره من انكار ولاية أمير لمؤمنين ع , فيذكر المجلسي : عن أبي مسلم قال : خرجت مع الحسن البصري وأنس بن مالك حتى أتينا باب ام سلمة ، فقعد أنس على الباب ودخلت مع الحسن البصري ، فسمعت الحسن البصري وهو يقول : السلام عليك يا اماه ورحمة الله و بركاته ، فقالت له : وعليك السلام من أنت يا بني ؟ فقال : أنا الحسن البصري ، فقالت : فيما جئت يا حسن ؟ فقال لها : جئت لتحدثيني بحديث سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه واله في علي بن أبي طالب عليه السلام فقالت ام سلمة : والله لاحدثنك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه واله وإلا فصمتا ، ورأته عيناي وإلا فعميتا ، ووعاه قلبي و إلا فطبع الله عليه ، وأخرس لساني إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول لعلي ابن أبي طالب عليه السلام يا علي : ما من عبد لقي الله يوم يلقاه جاحدا لولايتك إلا لقي الله بعبادة صنم أو وثن ، قال : فسمعت الحسن البصري وهو يقول : أالله أكبر أشهد أن عليا مولاي ومولى المؤمنين ، فلما خرج قال له أنس بن مالك : مالي أراك تكبر ؟ قال : سألت امنا ام سلمة أن تحدثيني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه واله في علي ، فقالت لي كذا وكذا ، فقلت : ألله أكبر أشهد أن عليا مولاي ومولى كل مؤمن ، قال : فسمعت عند ذلك أنس بن مالك وهو يقول : أشهد على رسول الله صلى الله عليه واله أنه قال هذه المقالة ثلاث مرات أو أربع مرات

وقد كان البصري يشك في أمي المؤمنين ع بل وأكثر من ذلك أنه كان يعتبره مخطئا حتى دعى عليه أمير المؤمنين ع , فيذكر المجلسي : روي أن عليا عليه السلام أتى الحسن البصري يتوضأ في ساقية ، فقال : أسبغ طهورك يالفتى ، قال لقد قتلت بالامس رجالا كانوا يسبغون الوضوء ، قال : وإنك لحزين عليهم ؟ قال : نعم ، قال : فأطال الله حزنك ।قال أيوب السجستاني : فما رأينا الحسن قط إلا حزينا كأنه يرجع عن دفن حميم أو خربندج ضل حماره ، فقلت له ( في ) ذلك فقال : عمل في دعوة الرجل الصالح ، ولفتى بالنبطية الشيطان وكانت امه سمته بذلك ودعته في صغره ، فلم يعرف ذلك أحد حتى دعاه به علي عليه السلام

وانظر الى ما قاله له زين العابدين عليه السلام , ففي البحار : وأتى علي بن الحسين عليهما السلام يوما الحسن البصري وهو يقص عندالحجر ، فقال : أترضى يا حسن نفسك للموت ؟ قال : لا ، قال : فعملك للحساب ؟ قال : لا قال : فثم دار للعمل غير هذه قال : لا ، قال : فلله في الارض معاذ غير هذا البيت ؟ قال : لا ، قال : فلم تشغل الناس عن الطواف

ويبدو أن الحسن البصري كان يتفلسف كثيرا حتى ان الأئمة علهم السلام ألقموه حجرا , ففي البحار : عن سدير الصيرفي قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : حديث بلغني عن الحسن البصري فإن كان حقا فإنا لله وإنا إليه راجعون ، قال : وما هو ؟ قلت : بلغني أن الحسن البصري كان يقول : لو غلا دماغه من حر الشمس ما استظل بحائط صيرفي ، ولو تفرث كبده عطشا لم يستسق من دار صيرفي ماءا ، وهو عملي وتجارتي وفيه نبت لحمي ودمي ، ومنه حجي وعمرتي ، فجلس ثم قال : كذب الحسن خذ سواء وأعط سواء ، فإذا حضرت الصلاة فدع ما بيدك وانهض إلى الصلاة ، أما علمت أن أصحاب الكهف كانوا صيارفة

عن عبدالله بن سليمان قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فقال له رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الاعمى : إن الحسن البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم تؤذي ريح بطونهم من يدخل النار ، فقال أبوجعفر عليه السلام : فهلك إذا مؤمن آل فرعون والله مدحه بذلك ، وما زال العلم مكتوما منذ بعث الله عزوجل رسوله نوحا ، فليذهب الحسن يمينا وشمالا ، فوالله ما يوجد العلم إلا ههنا

وفي موقع مركز الأبحاث العقائدية هذه الإجابة عن حال البصري : في مستدركات علم رجال الحديث - للشيخ علي النمازي الشاهرودي ج 2 ص 357:الحسن البصري: هو ابن يسار, أبو سعيد بن أبي الحسن البصري الأنصاري, مولى زيد ابن ثابت الأنصاري, أخو سعيد وعمارة, أمهم خيرة مولاة أم سلمة زوجة النبي.أدرك زمن النبي وله عشر سنين تقريبا, مات في رجب سنة 110 وله 89 سنة. قال أمير المؤمنين عليه السلام له: أسبغ الوضوء, فقال: لقد قتلت بالأمس رجالا كانوا يسبغون الوضوء, قال: وإنك لحزين عليهم؟ قال: نعم, قال: فأطال الله حزنك... إلى آخره. فكان حزينا إلى آخر عمره. جد ج 41 / 302, وكمبا ج 9 / 588. وقال مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه في حق الحسن البصري: إن لكل قوم سامريا, وهذا سامري هذه الأمة, أما أنه لا يقول: لا مساس, ولكنه يقول: لا قتال, قاله بعد قتال أهل البصرة كما في احتجاج الطبرسي في احتجاجه عليهم. وبالجملة كان منحرفا عن أهل البيت, مذموما عندهم, وكان مخلطا في عقائده, وذكرنا في مستدرك سفينة ط 1 ج 2, في محل اسمه ذمومه ومكاتبته إلى مولانا الحسن المجتبى عليه السلام يسأله عن القدر, فأجابه مع ما ذمه, وذكرنا فيه احتجاج مولانا السجاد (عليه السلام) عليه. وكذا تشرفه بلقاء مولانا الباقر صلوات الله عليه في منى كما في سن باب الخمسة, ونقله في كتاب الاخلاق ص 18, وجد ج 69 / ३९०


وقد كان البصري معروفا بالكذب والتدليس : ففي ترجمته بميزان الاعتدال
كان الحسن كثير التدليس فإذا قال في حديث: عن فلان ضعف لحاجة، ولا سيّما عمّن قيل إنّه لم يسمع منهم كأبي هريرة ونحوه، فعدُّوا ما كان له عن أبي هريرة في جملة المنقطع، والله أعلم

أي: إنّ الحسن إذا قال في الحديث: "عن فلان" ضَعُفَت روايته عن فلان لحاجته إلى ذلك القول، لا سيّما في ما يرويه عمّن لم يسمعهم; مثل رواياته عن أبي هريرة ونحوها ممّن روى عنهم في حين أنّه لم يشاهدهم।
وبترجمته بطبقات ابن سعد بسنده عن علي بن زيد أنّه قال:
حدّثت الحسن بحديث فإذا هو يحدّث به، قال: قلت: يا أبا سعيد! من حدّثكم؟ قال: لا أدري! قال: قلت: أنا حدّثتكم.
وروى ـ أيضاً ـ أنّه قيل له: أرأيت ما تفتي الناس أشياء سمعتها أم برأيك؟ فقال: لا والله ما كلّ ما نفتي به سمعناه، ولكنّ رأينا خيرٌ لهم من رأيهم لأنفسهم
تخرّج من مدرسته واصل بن عطاء (ت: 131هـ ) مؤسّس مذهب الاعتزال، وابن أبي العوجاء أحد مشاهير الزنادقة

أقول : ونعم المدرسة ونعم المخرجات

فعلينا أن نتبرأ من الحسن البصري وأمثاله وأتباعه لأننا نقول في الزيارة الجامعة : مؤمنٌ بسركم وعلانيتكم وشادهكم وغائبكم وأولكم وآخركم ومفوضٌ في ذلك كله إليكم ومسلمٌ فيه معكم وقلبي لكم مسلمٌ ورأيي لكم تبعٌ ونصرتي لكم معدةٌ حتى يحيي الله تعالى دينه بكم ويردكم في أيامه ويظهركم لعدله ويمكنكم في أرضه فمعكم معكم لا مع غيركم آمنت بكم وتوليت آخركم بما توليت به أولكم وبرئت إلى الله عز وجل من أعدائكم ومن الجبت والطاغوت والشياطين وحزبهم الظالمين لكم الجاحدين لحقكم والمارقين من ولايتكم والغاصبين لإرثكم الشاكّين فيكم المنحرفين عنكم ومن كل وليجة دونكم وكل مطاعٍ سواكم ومن الأئمة الذين يدعون إلى النار فثبتني الله أبداً ما حييت على موالاتكم ومحبتكم ودينكم ووفقني لطاعتكم ورزقني شفاعتكم وجعلني من خيار مواليكم التابعين لما دعوتم إليه وجعلني ممن يقتص آثاركم ويسلك سبيلكم ويهتدي بهداكم ويحشر في زمرتكم

هذا وصلى الله على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم ونسألكم الدعاء

خادم الزهراء ع

أحمد مصطفى يعقوب

الكويت في الثاني من يونيو

0 التعليقات:

إرسال تعليق