آخر التعليقات

الخميس، 11 يونيو 2015

موقف الأصحاب من خلافة أمير المؤمنين ع

موقف الأصحاب من خلافة أمير المؤمنين ع
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم الى قيام يوم الدين , في هذه المقالة المتواضعة نحاول تسليط الضوء على ماقاله بعض الأصحاب في أمير المؤمنين ع ونحاول استخلاص العبر والدروس من هذه الكلمات من تاريخ اليعقوبي الكاتب العباسي المعروف في البلاط العباسي , فيذكر في ج2 ص179 يتناول بعض ماقاله الاصحاب عند تولي أمير المؤمنين ع الخلافة : وقام قوم من الأنصار فتكلموا , وكان أول من تكلم ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري وكان خطيب الأنصار فقال : والله يا أمير المؤمنين لئن كانوا تقدموك في الولاية فما تقدموك في الدين ولئن كانوا سبقوك أمس فقد لحقتهم اليوم , ولقد كانوا وكنت لا يخفى موضعك ولا يجهل مكانك يحتاجون اليك فيما لا يعلمون وما احتجت إلى أحد مع علمك ।أليس في هذا الكلام دليل على أفضلية أمير المؤمنين ع على من سبقه وخطأ من اعتقد بأفضلية من سبقه ؟ ألا يذكرنا ذلك بقول الثاني لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبا الحسن ؟ أليس استغنائه عن الكل واحتياج الكل اليه دليل على أنه إمام الكل ؟ أليس هذا دليل على أحقيته بالخلافة ؟

ثم يكمل : ثم قام خزيمة بن ثابت الأنصاري وهو ذو الشهادتين فقال : يا أمير المؤمنين ما أصبنا لأمرنا هذا غيرك ولا كان المنقلب إلا إليك ولئن صدقنا أنفسنا فيك فلأنت أقدم الناس إيمانا وأعلم الناس بالله وأولى المؤمنين برسول الله لك ما لهم وليس لهم ما لكأقول : أليس هذا دليل على أحقيته بالخلافة ؟ ألا يفند ذلك نظرية اجماع الأمة التي اختلقها أهل الخلاف في خلافة الأول ؟ وهذا الذي شهد له هو الذي لقبه رسول الله ص بهذا اللقب , فانظر الى هذا الصحابي وكذلك أبا ذر الغفاري الذي قال فيه رسول الله ص ما قال في صدقه وصدق لسانه , أما فلان وفلان فمن يشهد لهم ؟

ثم يكمل : وقام صعصعة بن صوحان فقال : والله يا أمير المؤمنين لقد زينت الخلافة وما زانتك ورفعتها وما رفعتك ولهي إليك أحوج منك إليهاأقول : وهذا القول نعرف منه أن الخلافة شأن من شؤونات الإمامة لا كما يخلط البعض بينهما أو يحاول بعض النواصب وأهل الخلاف إنتقاص مكانة الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم بحجة أنهم لم يتقلدوا الخلافة , فالخلافة السياسية شأن من شؤونات الإمامة

ثم يكمل : ثم قام مالك بن الحارث الأشتر فقال : أيها الناس هذا وصي الأوصياء ووارث علم الأنبياء , العظيم البلاء , الحسن الغناء , الذي شهد له كتاب الله بالإيمان ورسوله بجنة الرضوان , من كملت فيه الفضائل ولم يشك في سابقته وعلمه وفضله الأواخر ولا الأوائل

أقول : أليس هذا رد على تشكيك النواصب في مصطلح الوصي ؟ فهذا اعتراف من كتبهم على وجود هذا المصطلح , وأقول هذا لأنني قرأت أثناء دراستي في الجامعة بحثا لدكتور يهودي يحاول فيه اثبات أن مصطلح الوصي تطور عند الشيعة بمختلف طوائفهم وقد كان البحث باللغة الإنجليزية ورأيت بعض الوهابية ومنهم أحد دكاترة الجامعة كان يحاول تبني هذا الرأي ويميل اليه

ثم يكمل : ثم قام عقبة بن عمرو فقال : من له يوم كيوم العقبة وبيعة كبيعة الرضوان , والإمام الأهدى الذي لا يخاف جوره والعالم الذي لا يخاف جهله.((إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ)) الرعد/ 7.بعض التفاسير البكريةأخرج المفسّر الكواشي، موفّق الدين أحمد بن يوسف الموصلي في تفسيره المخطوط في سورة الرعد، عند ذكر هذه الآية الشريفة:(أو المنذر محمد والهادي علي احتجاجاً بقوله ـ (صلى الله عليه واله وسلّم) ـ قول الله لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أنْ يكون لك حمر النعم) التلخيص في التفسير/ ص2/ ورقة 89
وأخرج نحواً منه شيخ المفسّرين، الشيخ إسماعيل الحقي في تفسيره المخطوط أيضاًروح البيان/ ص2/ ورقة 440
وروى ابن الصباغ (المالكي) في (الفصول المهمة) قال عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال:لمّا نزلت قوله تعالى: ((إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ)) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):(أنا المنذر وعلي الهادي، وبك يا علي يهتدي المهتدون)الفصول المهمة/ الفصل الأول
وأخرج هذا المعنى كل من العالم الشافعي (الشبلنجي) في نور الأبصار نور الأبصار/ ص70والعالم الحنفي الحافظ سليمان القندوزي في ينابيع الموّدة ينابيع الموّدة/ ص99والعالم الشافعي الكنجي، في كفاية الطالب كفاية الطالب/ ص109
وأخرج الحاكم في مستدركه، بسنده المذكور عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي في قوله تعالى: ((إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ)) قال علي (كرّم الله وجهه): رسول الله ـ (صلى الله عليه واله وسلّم) ـ المنذر وأنا الهادي. المستدرك على الصحيحين/ ج3/ ص129
وأخرج نحواً منه ـ بعبارات متفقة المعنى، مختلفة في بعض الألفاظ، الكثير من المحدِّثين والحفّاظ والأئمّة وأرباب السير (منهم) المتّقي الحنفي الهندي، في كنز العمال । كنز العمال/ ج1/ ص251(ومنهم) ابن جرير الطبري في تفسيره। جامع البيان/ ج13/ ص72(ومنهم) الفخر الرازي في تفسيره الكبير. مفاتيح الغيب/ سورة الرعد(ومنهم) السّيوطي في تفسيره. الدّر المنثور/ سورة الرعدوغيرهم كثيرون.وفي كتابه المخطوط المسمّى بـ (القول الجليّ في فضائل علي)القول الجلي للسيوطي/ الحديث (14) (مخطوط).(ومنهم) الفقير العيني، في مناقب سيّدنا علي، بأسانيد عديدة، عن علي وابن عباس وغيرهم)تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق بعض التفاسير الشيعية في تفسير سورة الرعد الاية 7وفي الكافي عن الباقر عليه السلام رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم المنذر ولكلِّ زمن منّا هاد يهديهم إلى ما جاء به نبيّ الله ثم الهداة من بعده عليّ ثم الأوصياء واحد بعد واحد.ونسأل الله تعالى أن لا يخرجنا من هذا الدنيا إلا على ولاية أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه , هذا وصلى الله على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعداءهم

بقلم

أحمد مصطفى يعقوب

الكويت في ३०-५-2011

0 التعليقات:

إرسال تعليق