آخر التعليقات

الجمعة، 12 يونيو 2015

ابتسم

ابتسم


لا أدري لماذا يظن البعض أن التبسم
 أو الضحك أمر يضر بالتدين فتراه أغلب الوقت واجما عبوسا والعياذ بالله وتجد أنه لا يمزح ويجب أن تكون أمامه وقورا بل وتزداد لذته عندما يجدك ترتعب وترتجف من جمود سماحته وهيبته حتى أن بعضهم لا يمازح زوجته ولا عياله ولا أصحابه فيكون وجوده أمرا كريها ويتمنى الجميع خروجه من المكان بأقصى سرعة ؟ وهذا الأمر يخالف منهج النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وخلقه الشريف ففي كتاب الوسائل عن معمر بن خلاد قال : سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) فقلت : جعلت فداك ، الرجل يكون مع القوم فيجري بينهم كلام يمزحون ويضحكون فقال : لا بأس ما لم يكن ، فظننت أنه عنى الفحش ، ثم قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يأتيه الأعرابي فيهدي إليه الهدية ، ثم يقول مكانه : أعطنا ثمن هديتنا ، فيضحك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان إذا اغتم يقول : ما فعل الأعرابي ليته أتانا . وفيه أيضا عن الفضل بن أبي قرة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ما من مؤمن إلا وفيه دعابة ، قلت : وما الدعابة ؟ قال : المزاح . وأيضا عن يونس الشيباني قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : كيف مداعبة بعضكم بعضا ؟ قلت : قليل ، قال : فلا تفعلوا ، فإن المداعبة من حسن الخلق ، وإنك لتدخل بها السرور على أخيك ، ولقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يداعب الرجل يريد أن يسره . فلا أدري لماذا يقوم بعض الأفراد بنهي الناس عن المزاح الخفيف اللطيف الذي يخفف على المؤمن ما يراه في هذه الدنيا ؟ وفي الوسائل أيضا عن عبدالله بن محمد الجعفي قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : إن الله يحب المداعب في الجماعة بلا رفث. ولا شك أن إدخال السرور على المؤمنين أمر مستحب شرعا بل ان كل انسان حتى وان إختلف معك في الدين يحب أن تمازحه وأن تضحك معه وأن تكون بشوشا مبتسما , فيجب علينا أن نتحلى بأخلاق النبي الأعظم وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم لا أن نكون كبعض أعداء أهل البيت ممن اشتهروا بعبوس الوجه فالتاريخ ينقل لنا أن أخلاق أعداء أهل البيت كانوا لا يبتسمون الا للشر ولا يمزحون لأن اخلاقهم أخلاق الأعراب القساة حتى ان أحدهم كان دائما ما يضرب الناس بعصاه وهو عابس الوجه ولا يضحك الا ماندر ومازال أتباعهم في الفضائيات لا يبتسمون ودائما ما ينهرون الناس بفظاظة ويمارسون ضرب الناس في الشوارع والطرقات بكل تخلف وجاهلية ليقدموا صورة سيئة عن الإسلام في وسائل الإعلام الغربية , وبسبب سيطرة الفكر المخالف على وسائل الإعلام والمناهج التربوية والتعليمية تسرب في العقل الباطن للشيعي بعضا من أخلاق هؤلاء فصار يظن أن المتدين عليه أن لا يمزح ولا يضحك بل حتى ان بعضهم لا يبتسم الا بعد أن تطلع روحك وكأن الإبتسامة ستكلفه شيئا من المال , لذلك يجب أن يتحرر الإنسان الشيعي من الأفكار المغلوطة التي مازالت عالقة في ذهنه دون ان يشعر بها والتي اكتسبها من المجتمعات المخالفة والإعلام المخالف والمناهج المخالفة فعلى الشيعي أن يقوم بعملية (فورمات) ويعيد برمجة عقله خصوصا بعد هذا التطور الإلكتروني ونمو الإعلام الشيعي شيئا فشيئا فيجب أن يقوم كل شيعي بمراجعة عقائده وأخلاقه من خلال مصادرنا وكتبنا فمازال كثير من الشيعة يظنون أن النبي صلى الله عليه وآله هو العابس في عبس وتولى وهذا نتيجة دراسته تفاسير أهل الخلاف حتى أن بعض المعممين تأثروا بهذا المنهج المخالف كمغنية في تفسيره والهالك فضلة الشيطان لعنه الله مخالفين بذلك روايات أهل بيت العصمة ومفاتيح الرحمة , ومازال كثير من الشيعة وكنت انا أحدهم يظن أن زوجات عثمان ربيبات رسول الله إلى أن اكتشفت بعد بحث أنهن بناته , ومازال كثير من الناس يظنون أن آدم عليه الصلاة والسلام زوج قابيل وهابيل من أختيهما ومازال كثير من الناس يعتقدون أن التطبير بدعة وهو مستحب شرعا حسب رأي كل الفقهاء الا ما شذ من أدعياء الفقاهة وأصحاب التنازلات السياسية , ومازال كثير من الناس لا يعتقدون بمقامات أهل البيت عليهم الصلاة والسلام كالولاية التكوينية للمعصومين عليهم السلام وعلم الغيب والمعرفة بمنطق الطير وجميع المخلوقات والقدرة على الخلق والرزق والإحياء والإماتة والتصرف في الكون بأمر من الله تعالى لا بإستقلالية عنه كما يعتقد الغلاة , والبعض يظن أن ابن عربي شيعي وهو زنديق ناصبي حقير نجس كافر مشرك والبعض يعتقد أن التبري أمر هامشي وهو من أهم الضروريات والبعض يظن بعدم جواز غيبة الفاسق أو الناصبي ويظن أن سب الناصبي أو لعن النواصب من قلة الأدب وهذا خلاف ما جاء به علماء الطائفة الحقة وصرحت به روايات أهل البيت عليهم السلام فاتنبط منه العلماء جواز لعن الناصبي وسبه , لذلك ينبغي علينا أن نقوم بتكثيف قراءة كتبنا ومصادرنا حتى نعيد النظر في عقيدتنا وفي بعض الأخلاقيات أو العقائد التي اكتسبها العقل الباطن من المجتمع المخالف الذي نعيش فيه بل وأن نطرح عقيدتنا وأخلاقنا على أهل الخلاف لنبدد ظلمة جهلهم بما عندنا من منهج عظيم وهذا لا يكون الا بعد أن نقوم بتكثيف الطرح الإعلامي الإلكتروني والمقروء والمسوع والمرئي ونقوم أولا بتغيير أنفسنا لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فقبل أن أنطلق لتصحيح عقائد أهل الخلاف علي أولا أن أراجع عقيدتي وأطمئن الى أنها من المنهل العذب من روايات آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم , هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها

بقلم
أحمد مصطفى يعقوب

0 التعليقات:

إرسال تعليق