آخر التعليقات

الجمعة، 12 يونيو 2015

إلى وزير الإعلام الجديد

إلى معالي وزير الإعلام الجديد
نبارك لمعاليك هذا المنصب وهذه المسؤولية الجسيمة على عاتقك , ولأن وقت معاليك لا يسمح لي بالإطناب والكلام الكثير فسوف أدخل في الموضوع مباشرة آملا منك أن تقوم بتصحيح الوضع القائم لما فيه الخير للبلاد والعباد خصوصا أن الذي نطالب به في رسالتنا هذه كان سببا في تطور البلدان الأوروبية وبعض البلدان الأخرى وهو مطلب شرعي وقانوني ودستوري ووطني , وهو مزيد من الحريات وكسر مقص الرقيب والرقابة الشديدة على الكتب والمصنفات ووسائل الإتصال الإلكترونية فإن الدول الأوروبية لم تخرج من ظلمات العصور الوسطى التي أحكمت الكنيسة قبضتها فيه ومنعت قراءة الكتب اليونانية وغيرها إلى نور عصر التنوير والنهضة الى عصر الثورة الإلكترونية إلا بعد أن ثارت على سيطرة الكنسية فصارت الصحافة حرة والكتب منتشرة بل صار كل عربي مظلوم يهرع الى الدول الاوروبية ليكتب كتابا ينتقد فيه حاكما أو مسؤولا أو يعبر عن اعتناقه عقيدة جديدة بكل حرية فصارت أوروبا كالبستان الكبير الذي تجد فيه وردة حمراء ووردة صفراء ووردة ذات أشواك والخ من التنوع الذي يجد فيه الإنسان كل ما يشتيه وما لا يشتهيه من أفكار ولم يكن هذا الأمر سهل المنال بل غن كثير من العلماء حوكموا وتعرضوا في العصور الوسطى للمحاكمات الجائرة التي قامت بها الكنسية فقدموا دماءهم من أجل العلم والنور والفكر وصار يضرب في أوروبا المثل في الحرية وأظن ان معاليك تعلم عن حديقة الهاير بارك في العاصمة البريطانية لندن وما يتم فيها من أطروحات بكل حرية وبحماية الشرطة البريطانية , والدين الحنيف يسمح بالحرية الفكرية فالرسول الأعظم صلى الله عليه واله يقول للكفار حسب تعاليم القرآن الكريم لكم دينكم ولي دين والقرآن العظيم يقول للرسول أيضا لست عليهم بمسيطر وقد سمح صلوات الله عليه واله لليهود والنصار والكفار في مكة والمدينة بممارسة الحرية في المعتقد بما يتضمنه من استخدام وسائل إعلام كالخطب في دور العبادة , والتاريخ يخبرنا أن أمير المؤمنين حقا والخليفة الشرعي علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه يتعرض للإنتقاد والشتم والقذف من قبل الخوارج ثم يذهب الخارجي بكل أريحيه ليأخذ من بيت مال المسلمين حقوقه المالية دون أن يتعرض لإستدعاء من قبل الأجهزة الأمنية وهذه هي عدالة سيدنا ومولانا الفاروق والصديق الاكبر الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه التي أتمنى من معاليك أن تكون على نهجه واتباعه , والدستور الكويتي يسمح بحرية الفكر والمعتقد بل ويشجع البحث العلمي ويحث عليه فلماذا يتم اغلاق بعض المواقع الإلكترونية الفتي تقدم فكرا قد يكون مخالفا لمعتقداتنا كالمنتديات الملحدة او مواقع بعض المعارضة أو الأديان والمذاهب التي تخالف فكرنا ومنهجنا فهل نحن بهذه الهشاشة الفكرية ؟ لماذا تتم مراقبة الكتب التي تأتي الى الكويت ويتم عمل (كبسات) على بعض المكتبات في بنيدالقار وكأنها كبسات على تجار مخدرات أو خمور ؟ لماذا يكون معرض الكتاب الكويتي تافها مما يعرض سمعة البلاد من ناحية العلمية والفكرية والإعلامية إلى النقد من الدول الأخرى ونسمح لبعض البلدان أن تسحب البساط منا فتكون دولهم وعواصمهم عواصم للثقافة ونصبح نحن عاصمة لكتب الطبخ والتنجيم والفلك ؟ لماذا يتم السماح للأفلام والاغاني التي فيها رقص خليع بالدخول الى البلاد بينما ندقق في الكتب ونراقبها مراقبة مريبة وكأننا نريد أن نتصيد أي كلمة هنا أو هناك لنمنع الكتاب , وهل نستطيع أن نمنع هذا السيل القادم عبر تويتر والفيس بوك والمنتديات والمدونات والكتب الإلكترونية والمواقع وغيرها ؟ لقد سبقنا لبنان إلى هذه الحرية فصار يمتلك تنوعا جميلا من الناحية الثقافية وسيطرت المكتبات اللبنانية على الأسواق العربية وأغرقتها بكتبها , فأتمنى أن تكون الكويت أفضل بكثير من لبنان كما أتمنى من معاليك إتخاذ إجراء يسجل في تاريخك كما سجل للوزير الذي في عهده فتح المجال للصحف الأخرى غير الصحف الخمس بالصدور , فأتمنى من معاليك الغاء الرقابة على الكتب والمصنفات والغاء ما يمسى بالتراخيص التي تأخذ قبل طباعة كل كتاب لأن الفكر لا يحجر عليه بل قد يزيده انتشارا اذا منع كتاب من الصدور أو منعت مقالة من النشر فالناس تعشق كل ممنوع أما إذا إلغي المنع فيكون الأمر عاديا وليس مثيرا إذا كتب متطرف هنا أو هناك معتقده لأنه سيجد نفسه امام مسؤولية إعلامية وفكرية وثقافية فالإنسان خلق حرا فلماذا نقيد تفكيره ونحرمه من التعبير عن رأيه ؟ كما أن مقص الرقيب وكبت الحريات يسيء إلى سمعة الكويت كما حصل عند سجن الدكتور البغدادي ومحمد عبدالقادر الجاسم في المحافل الدولية ووسائل الإعلام الأجنبية فأتمنى من معاليك أن تكون مساهما في دفع عجلة التنمية الفكرية الى الأمام

بقلم
أحمد مصطفى يعقوب

0 التعليقات:

إرسال تعليق