آخر التعليقات

الجمعة، 12 يونيو 2015

المعارضة والفوضى المنظمة


يعد انتقال السلطة من الدولة الأموية إلى الدولة العباسية حدثا هاما في التاريخ الإسلامي بل والعالمي أيضا إلا أن العرب مع شديد الأسف لا يهتمون بقراءة التاريخ ودراسته دراسة جادة وهذا ما قاله أحد القادة العسكريين في الكيان الصهيوني بعد هزيمة القوات العربية في حربها مع الكيان المعتدي وهو صادق في ذلك كل الصدق، فكيف انتقلت إلى آل العباس؟ عند دراستنا للتاريخ نجد أن بني العباس كانوا يعملون في الخفاء وبسرية تامة على نقل الخلافة لهم وقد استخدموا أدوات كثيرة في ذلك منها استغلال الثورات العلوية لصالحهم ففي عصر الدولة الأموية كانت ثورة سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين (عليه السلام)، ثم ثورة زيد بن علي(عليهما السلام) ثم ثورة يحيى بن زيد بن علي(عليهما السلام) فقامت المعارضة العباسية باستغلال هذه الأحداث للتأثير على شيعة أهل البيت (عليهم السلام) ورفعوا شعار الرضا من آل محمد (ص) أي أن الحكم سيكون لشخص غير معلوم وهو من آل محمد(ص) ليتولى السلطة وذلك لضمان وقوف بعض الشيعة الذين خدعوا بهذا الشعار إلى جانبهم كما أنهم استخدموا الأشعار التي تذكر مصيبة سيد الشهداء (عليه السلام) ومقتل زيد بن علي وابنه يحيى بن زيد(ع) وقاموا بدمجها مع نصوص شعرية تبين مقتل بعض أبناء المعارضة العباسية للإيحاء بوحدة الهدف العلوي والعباسي وقد نجحوا في ذلك إلى حد ما، كما أنهم استغلوا الصراع القبلي بين القيسية واليمانية وذلك من أجل إضعاف السلطة الأموية التي تعتمد على العنصر العربي فوجود هذا الصراع بين القيسية واليمانية يخدم عدم اتحاد القبائل مع السلطة في حال قيام الثورة كما يمكن استغلال القبائل التي وقفت السلطة الأموية مع اعدائها ومناوئيها، وقامت المعارضة أيضا باستغلال الصراع بين أبناء الدولة الأموية الذي كان من أهم العلامات على زوال الدولة الأموية خصوصا مع اشتداد الصراع الداخلي وتحوله في بعض الأحيان إلى صراع دموي خصوصا في الفترة الأخيرة من الخلافة الأموية، وقامت المعارضة باستغلال سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في كثير من الأقاليم بعدما سادت الطبقية وانتشر الفقر الذي كاد أن يكون كفرا فاستغلوا الموالي ووعدوهم بالمناصب والأموال وخلافه من الأمور. ما يطلق عليه مسمى المعارضة في الكويت تستغل الفوضى المنظمة من أجل هدف واحد وهو اسقاط سمو رئيس مجلس الوزراء وتنفيذ أجندتهم الداخلية والخارجية وكان الخيار الوحيد لهم بعد أن قرر سمو الأمير حفظه الله عدم حل مجلس الأمة والذي هو هدف مخفي ومعلن أحيانا لأعضاء التأزيم، فالخيار الوحيد هو الفوضى المنظمة وذلك عبر استغلال الأوضاع المعيشية من ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية والكمالية في تنظيم مطالبات بكوادر واعتصامات يتم ادراج فيها اسم سمو رئيس مجلس الوزراء مثلما حصل في اعتصام وزارة التربية الذي حضرته شخصيا، وتقوم أيضا بالتنسيق مع رؤساء النقابات لتنظيم الإضرابات والاعتصامات ويستغل طلبة المدارس وكوادر جمعيات ذات ايدلوجية دينية تسعى لزيادة مقاعدها في البرلمان في تنظيم هذه الاعتصامات، كما تستغل المعارضة الصراع الواضح الذي لا ينكره الا الأعمى بين بعض أبناء الأسرة الحاكمة الكريمة لا حبا في هذا الطرف أو ذاك بل استغلالا واضحا لتنفيذ أجنداتهم، كما تقوم باللعب على أنغام الطائفية في المجتمع لتفرقته وتعليق الفأس على رقبة سمو رئيس مجلس الوزراء وذلك عبر صريحات النواب واستغلال من يعمل تحت امرتهم في تشويه صورته في وسائل التواصل الاجتماعي وهو شبيه بأشعار العرب في الدولة الأموية في التأثير الإعلامي، وتقوم المعارضة أيضا باستغلال الأدوات الدستورية بشكل لا يخدم المجتمع ولا يؤدي الدور الذي أقسم عليه بل استغلاله في الفوضى المنظمة وذلك عبر شغل الإعلام والمجلس بالأسئلة التي لا تهدف إلى الإصلاح والاستجوابات والنزول إلى الشارع وتنظيم الندوات التي يتم فيها الاسفاف والشتم واستخدام الكلمات النابية، فيجب أن يقرأ الشباب الكويتي التاريخ لأن فيه دروسا للعظة والعبرة فهل من معتبر وهل من متعظ؟ فيجب ألا يشارك الشباب في تنفيذ أجندات هؤلاء فلا تجوز إعانة الظالم بكلمة أو تكثير السواد في ندواتهم واعتصاماتهم حتى لا نهزم كهزيمة 67 عندما نفخنا الإعلام العربي وأوهمنا أن الجيوش العربية سوف ترمي الصهاينة في البحر المتوسط فرمينا بهزيمة تضحك الثكلى على الرغم من كثرتنا، فهل من قارئ للتاريخ؟ tanwerq8@hotmail.कॉम

0 التعليقات:

إرسال تعليق