آخر التعليقات

الجمعة، 12 يونيو 2015

الصلاة خلف الناصب

الصلاة خلف الناصب

تتفاجأ عندما تجد على غلاف مجلة من المجلات صورة لأناس يدعون اتباع أهل البيت عليهم الصلاة والسلام وهم يصلون خلف ناصبي نجس بل وتزداد المفاجأة عندما ترى في الصورة أيضا بعض الذين يدعون العلم وسرقوا العمامة الشيعية وهم يصلون خلف ناصبي ورد في كتب زعيمهم وامامهم أنهم أشد نجاسة من الخنزير والكلب , وتلاحظ في حياتك اليومية أن بعض الشباب يتأثرون بهذا الفكر التنازلي وهناك من يضع لهذه الصورة تأويلات وتحليلات وتفسيرات ويصفها بعضهم أنها فتح اسلامي عظيم يدك حصون الإستكبار العالمي ويجعل الصهاينة يلطمون من شدة الحزن والأسى على هذه الوحدة , وعندما تستنكر هذا العمل تجد أن بعض شبابهم سرعان ما يتهمونك بالماسونية والانتماء للموساد والسي آي أيه والصهيونية والخ من الإتهامات المعلبة المستوردة من الخارج وتجده يتهمك بالتفرقة والعنصرية والطائفية ولكن عندما تقول له طيب بما أنك تصلي خلف الناصبي وتدافع عن ذلك أشد دفاع وتضرب بنصوص أهل البيت عليهم السلام عرض الحائط أو تحاول تأويلها بتأويلات علمك اياها بعض من سرقوا العمائم ويتكسبون من وراء الصلاة خلف النواصب تكسبا سياسيا واعلاميا واجتماعيا واقتصاديا والخ وجعلوها لك في قوالب جاهزة للرد على أمثالي من مثيري الفتنة على حد تعبيرك وزعمك فهل تصلي خلف من يخالف مرجعيتك ؟ فسوف تجد أن هذا الجبان المتخاذل أمام النواصب يتحول إلى وحش كاسر عليك وعلى مرجعيتك وعلى كل شيعي يخالف أفكار مرجعيته السياسية والدينية ومستعد لإتهام جميع المراجع بالعمالة لسفارة الدول التي يسميها بدول الإستكبار العالمي والإستعمار الصهيوني لكن النواصب والحركات المتأسمة التي يقدم لها فروض الطاعة والولاء والتنازلات فهي عين الطهارة بينما نحن في نظره أنجس الخلق !! فتعالوا نبحث في مصادرنا عن جواز الصلاة خلف النواصب في كتاب معتبر وهو الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة تأليف المحدث الشيخ يوسف البحراني قدس سره المتوفى سنة 1186 هجرية ج10 منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية , قم المقدسة , تحقيق محمد تقي الايرواني , ففي ص 5 في رواية صحيحة عن أبي عبدالله البرقي قال : كتبت إلى أبي جعفر عليه السلام : جعلت فداك أيجوز الصلاة خلف من وقف على أبيك وجدك صلوات الله عليهما ؟ فأجاب لا تصل وراءه , وفي أخرى صحيحة نقلا عن التهذيب والفقيه عن إسماعيل الجعفي قال قلت لأبي جعفر عليه السلام رجل يحب امير المؤمنين عليه السلام و لا يتبرأ من عدوه ويقول : هو أحب إلي ممن خالفه ؟ فقال : هذا مخلط وهو عدو فلا تصل خلفه ولا كرامة إلا أن تتقيه . وفي ص 6 ما رواه الكشي في كتاب الرجال عن يزيد بن حماد عن أبي الحسن عليه السلام قال : قلت له أصلي خلف من لا أعرف ؟ فقال : لا تصل إلا خلف من تثق بدينه . انتهى , وسوف يأتي متفلسف متحذلق فيقول ان فلانا الذي صلى زعماؤنا خلفه ليس ناصبيا , وبالطبع فتكون الإجابة ردا على إجابته المعلبة التي تعلمها في مخيماتهم أن للناصب معان كثيرة مثل تقديم أعداء أهل البيت عليهم على أهل البيت كما صرحت به جملة من رواياتنا وكذل بغضه وحقده على شيعة أهل البيت رغم ادعاء معظم النواصب محبة أهل البيت , واليك قول الشيخ يوسف البحراني قدس سره بعد نقله هذه الأخبار , فيعلق في ص6 : إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة مما يدل على بطلان عبادة المخالفين وعدم الإعتداد بالصلاة خلفهم . انتهى , فالذي يصلي خلف النواصب يكون مخالفا لما جاء به آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم فأنت في الزيارة الجامعة الصحيحية عند جميع المراجع والعلماء تقول : وخاب من جحدكم، وضلّ من فارقكم . فكيف تصلي خلف من خاب وضل ؟ وتقول أيضا : ومن خالفكم فالنّار مثواه، ومن جحدكم كافر، فكيف تصلي خلف من يخالف أهل البيت فيكون في النار وكيف تصلي خلف من يجحد ولايتهم فيكون كافرا ؟ وتقول أيضا : فمعكم معكم، لا مع غيركم، - لا مع عدوّكم - آمنت بكم، وتولّيت آخركم بما تولّيت به أوّلكم، وبرئت إلى الله عزّ وجلّ من أعدائكم، ومن الجبت والطّاغوت، ومن الشّياطين وحزبهم الظّالمين لكم - و - الجاحدين لحقّكم، والمارقين من ولايتكم، والغاصبين لإرثكم - و - الشّاكّين فيكم - و - المنحرفين عنكم، ومن كلّ وليجةٍ دونكم، وكلّ مطاعٍ سواكم، ومن الأئمّة الّذين يدعون إلى النّار . فكيف تصلي خلف من يشك بآل محمد عليهم السلام وكل وليجة دونهم ؟ فهل السياسة وعمائم التنازلات والنفاق أعمتكم عن نصوصنا ؟ هل صارت المصلحة السياسية والإنتخابات والمصالح الإجتماعية أهم من مصادرنا ورواياتنا وأقوال علمائنا ؟ هل قرأتم ما قاله إمامكم في كتاب الطهارة عن رموزهم أم أن العمائم السياسية أخفت عنكم ذلك ؟ فهل تمتلكون الشجاعة لإظهار ذلك لمن تصلون خلفه وتفتخرون بصلاتكم هذه ؟ نحن لا نقول أننا لا نريد تعايشا سلميا مع من يخالفنا فالتعايش مطلوب حتى مع الكفار فالناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق لكن هذا لا يعني أن أتنازل وأخالف أئمتي وسادتي وأصلي خلف من يناصب شيعتهم العداء وأغلف نفاقي وتزلفي وتنازلي بكلمات وعبارات جميلة مثل الوحدة الإسلامية أو الوحدة الوطنية فلو كان الأمر كذلك فصلوا خلف النصارى في بلدانكم أو خلف اليهود أو أي ديانة وادخلوا في طقوسهم وصلاتهم التي تخالف صلاتنا كما تخالف صلاة الناصبي صلاتنا بشكل كبير جدا ابتداء من الوضوء الذي يسبق الصلاة وانتهاء بالتسليم الذي تنتهي به الصلاة , لذلك فعلينا أن نحذر من كل عمامة قذرة تريد أن تجعلنا نتنازل ليحقق هو وحزبه مصالحهم السياسية ويجب أن نمارس دورنا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأن نحاسب هؤلاء ونمنعهم من الإستمرار في ضلالهم وخداع بسطاء الشيعة وعامتهم لأن هؤلاء أهل بدع وقد ذكر الكليني رحمه الله : قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كي لا يطمعوا في الفساد في الاسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الاخرة». (الكافي الشريف ج2 ص375). ويجب علينا أن نقاطع مجالس أهل الضلال ولا نصلي خلفهم لأنهم أهل بدعة وضلالة , هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ونسألكم الدعاء

بقلم
أحمد مصطفى يعقوب

0 التعليقات:

إرسال تعليق